لقاء مع الأمين العام للحزب الشيوعي اليوغوسلافي الجديد ، ألكسندر بانجاناك ، بلغراد ، جمهورية صربيا أنجزته تنسيقية ألبا غرناطة لشمال أفريقيا
بلغراد ، 24/07/2020 ، ألبا غرناطة تنسيقية شمال أفريقيا ، التقت تنسيقية البا غرناطة لشمال افريقيا بالأمين العام للحزب الشيوعي اليوغوسلافي الجديد في بلغراد لإجراء حوار حول تحليل الوضع الاجتماعي بصربيا ودور الطبقة العاملة في ظل الأزمة الرأسمالية العميقة الراهنة .وللتذكير ، شهد الحزب الشيوعي الجديد ليوغوسلافيا (Nova Komunistička Partija Jugoslavije) ورابطة الشبيبة الشيوعية في يوغوسلافيا (Savez Komunističke Omladine Jugoslavije) مؤخرًا إلغاءا لقائمتهما الانتخابية من قبل اللجنة الانتخابية خلال للانتخابات التشريعية التي انعقدت في 21 يونيو 2020. . حيث فاز الرئيس ألكسندر فوتشيتش وحزبه – حزب يمين الوسط الإنجليزي – بالانتخابات البرلمانية في مناخ من التضييق على الحريات.
1)ما مدى تأثير تفكيك يوغزلافيا و عدوان الناتو على حياة الصرب ؟
للإجابة على سؤالك تجدر الشارة قبل كل شيء إلى استنتاجين أساسيين :أولاً ، لم تتفكك يوغوسلافيا بمفردها ، بل تم تفكيكها بالعنف لصالح الإمبريالية الغربية ورأس المال الاحتكاري و خدمة لأهدافها الجيوستراتيجية في منطقتنا ، والتي لا تزال بالطبع مهمة جدًا بالنسبة لهم. علاوة على هذا ، حصلوا على دعم العمود الخامس في يوغوسلافيا ، لكن العامل الخارجي كان هو المهيمن. عارض الصرب بشكل مباشر مصالح الإمبريالية الغربية وحلف شمال الأطلسي وعانوا بلا شك وعانوا من أضرار جسيمة. بدءًا من حقيقة أن أغلب الأشخاص الذين نزحوا من منازلهم في أراضي يوغوسلافيا كانوا من الشعب الصربي ، وأن الناتو قصفنا بأسلحة محظورة بموجب الاتفاقيات الدولية ، وبالتالي ارتكب جريمة حرب خطيرة لم يرتكبها أحد. دون أن يحاكموا رغم أنهم استعملوا اليورانيوم المنضب ، الذي يموت منه عشرات الآلاف من الأشخاص كل عام في صربيا.ثانيًا ، موقفنا هو أن الناتو هو العمود الفقري للإمبريالية الغربية ، وحلف الناتو تحالف عسكري عدواني وحشي يتسبب في الحروب والصراعات والاضطرابات في جميع أنحاء العالم. بلا شك ، كل شعوب يوغوسلافيا السابقة ، كلها بلا استثناء ، كانت ولا زالت ضحية للإمبريالية الغربية وتفكيك يوغوسلافيا بالعنف. إن التبعية السياسية و الارتهان الاقتصادي واضحان في كل مكان في يوغوسلافيا ، فقد أصبحنا فريسة سهلة لأسماك القرش التي دخلت مياهنا .
2)ما هي أكبر خسائر للطبقة العاملة في صربيا؟
يشهد اقتصادنا انهيارا دراماتيكيا اذ يُقدر تراجع الصناعة المدمرة بالكامل تقريبًا ، بنسبة 90 ٪ مقارنة بالصناعة التي كانت لدينا في أواخر الثمانينيات هذا إضافة إلى ضعف حركة الطبقة العاملة و سوء تنظيمها ثم إن خيانة قادة النقابات الكبرى, هذه القيادات التي أثبتت موالاتها للطبقة الحاكمة والأحزاب الحاكمة كل هذا جعل الطبقة العاملة في صربيا تفقد الثقة في إمكانياتها و الإيمان بقدراتها إلى حد كبير ،و تسبب هذا في وجود الكثير من الغوغائية في صربيا اليوم ، والتي تخدع الناس وتبث الأوهام. و تتمثل إحدى مهامنا الرئيسية في محاربة هذه الأوهام ، من أجل بعث الثقة من جديد في صفوف للكادحين الذين يقتاتون من عملهم .
3)كيف ترى إعادة توحيد يوغوسلافيا؟
استعادة يوغوسلافيا. هو أحد أهدافنا على المدى الطويل ونعتبرها مهمة وطنية ملحة . ذلك أن الموقف المؤيد ليوغوسلافيا له مغزى إيجابي للغاية من حيث أنه معاد للقومية و للفاشية في أن واحد..
كانت يوغوسلافيا دوما مطمحا اتاريخيا للسلاف الجنوبيين وشعوب البلقان الأخرى ، وحصلت على استقلالها الكامل في ظل الاشتراكية. يجب إعادة بناء يوغوسلافيا على مبادئ المساواة والتوافق الطوعي لسكانها المبني على أساس التعاون المتبادل والمساواة بين جميع مواطنيها ، و ذلك لا يمكن تحقيقه الا بالالتزام بالمسار الاشتراكي لتنميتها
4) ماذا يعني الاتحاد الأوروبي للصرب والطبقة العاملة على وجه الخصوص؟
يسعى الاتحاد الأوروبي عبر جهازه البيروقراطي إلى جعل الأغنياء أكثر ثراءا والفقراء أكثر فقرًا ، وهو يتجاهل إرادة غالبية الناس ومصالحهم في جميع أنحاء أوروبا.و أوضح مثال لذلك هو الاستفتاءات الفاشلة بخصوص «بريكست» عندما بذل الاتحاد الأوروبي كل ما في وسعه لتحدي إرادة غالبية البريطانيين من خلال تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والدعوة إلى استفتاء جديد. حدث هذا لبريطانيا وهي قوة عظمى ، سواء في أوروبا أو في العالم ، فما بالك لو تم اتخاذ قرارا مماثلا من قبل دولة أصغر وأقل نفوذاً في العالم مثل يوغسلافيا . من المهم أن نقول إن الاتحاد الأوروبي لديه موقف معاد للغاية تجاه صربيا.وأنه لعب دورا نشيطا في تفكك وطننا الاشتراكي يوغوسلافيا ، وفي الاستيلاء العنيف على كوسوفو وفي فرض ما يسمى بالمفاوضات ، أي الاعتراف باستقلال كوسوفو. تعتمد صربيا بالفعل إلى حد كبير على الاتحاد الأوروبي ، وقد سيطرت احتكارات الاتحاد الأوروبي على اقتصادنا وخفضته إلى حدود البؤس. التحرر من هذه الاحتكارات غير مرتبط بالتصدي لاندماج صربيا في الاتحاد الأوروبي.نحن نؤيد تعاون ووحدة الأمم والدول الأوروبية ، ولكننا لا نؤيد المصالح الإمبريالية التي يمثلها الاتحاد الأوروبي ويدافع عنها وينفذها.
5) كيف تؤثر أزمة فيروس كورونا على المجتمع الصربي واقتصاده؟
أثر وباء الفيروس التاجي بشكل كبير على مجتمع واقتصاد صربيا. لقد كشف الظلم والوضع الكئيب الذي يسود مجتمعنا اليوم. و لو لا مساعدة الصين في بداية الوباء ، لكانت النتائج كارثية. وذلك لأن نظام الرعاية الصحية في صربيا قد تعرض للدمار التام خلال العشرين إلى الثلاثين عامًا الماضية. لا يستطيع نظام الرعاية الصحية لدينا مواجهة التحديات مهما كانت صغيرة. والسبب هو خصخصة النظام الصحي وعدم الاستثمار فيه و هجرة الاطارات (الأطباء والممرضات). من حسن الحض ليس لدينا الكثير من الوفيات ، في الوقت الحالي ، توفي حوالي 500 شخص بسبب هذا الفيروس التاجي في صربيا. هذا و على الرغم من اندماج صربيا بالكامل في اقتصاد السوق العالمي الحديث واعتمادها بشكل مباشر على تدفقات هذا الاقتصاد ، إلا أن الوضع في هذا المجال سيء للغاية ، ففي معظم بلدان العالم فقد عدد كبير من الناس وظائفهم في العديد من القطاعات و نتوقع كارثة حقيقية ستأتي في الخريف.
6) كيف تقيم عمل الحكومة في مواجهة هذه الأزمة؟
كان موقف الحكومة كارثيًا ، خاصة تجاه العمال و الطبقة العاملة. ولم تعلق السلطات عمل بعض الشركات عندما كان الوباء في ذروته, نزولا عند رغبة أرباب العمل البرجوازيين الذين لم يفعلوا شيئًا لحماية العمال. بهذه الطريقة ، أظهرت الحكومة البرجوازية أنها في خدمة رأس المال المتوحش وتسمح له بالاستغلال الفاحش للعمال من أجل تحقيق معدلات ربح عالية ، في نفس الوقت تجاهلت صحة العمال بالشركات الخاصة و فرضت عليهم الالتزام بالذهاب إلى العمل رغم الخطر المحدق في ظل تفشي وباء فيروس كورونا و رغم تسجيلنا إصابات في أوساط العمل ,لم يتوقف الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك وفي الوقت نفسه ، اعتقلت السلطات العمال الذين تمردوا واحتجوا في بعض الشركات.
من الأخطاء العديدة التي ارتكبتها السلطات في الكفاح من أجل القضاء على فيروس كورونا أنها لم تأمر أرباب العمل في القطاع الخاص بعدم تسريح العمال ، مما أدى إلى فقدان الآلاف منهم وظائفهم وعجزهم عن إعالة أسرهم خلال الأزمة التي شهدها العالم.
هناك العديد من الآليات التي تمتلكها الحكومة لهذا الغرض ، لكن لا توجد إرادة سياسية لذلك.لا ينبغي أن يكون ربح أرباب العمل في القطاع الخاص أكثر أهمية من صحة ومعيشة الأشخاص الذين يكسبون عيشهم من عملهم ، ولا يمكن أن يكون هناك عذر في ذلك.
7)لماذا يسمح الصرب بالمراجعة التاريخية وإنكار ماضيهم الشيوعي؟ (آثار تيتو ، الحزب الشيوعي اليوغوسلافي ، مقاومة الثوار… ..)؟
لا ، ليس الشعب الصربي الذي يسمح بذلك ، لكن هذا النوع من التحريفية التاريخية قد ترسخ تدريجياً في بلدنا منذ عودة الرأسمالية. لا تزال هناك العديد من المعالم ، لكن ما يجري هو مراجعة جذرية للتاريخ. هذه العملية تقودها الطبقة الحاكمة بهدف تدمير الوعي الشعبي ، ويمكننا القول إن الأكثر تعرضاً للهجوم ربما هم الشباب الذين هم أكثر فئات المجتمع هشاشة نحن نساهم في مكافحة هذه التحريفية من خلال رفع صوتنا كلما حدثت هجمات جديدة في هذا المجال بأي شكل من الأشكال ، ولكن أيضًا من خلال الاحتفال المنتظم بجميع التواريخ والشخصيات المهمة لتقاليدنا الثورية الغنية والاحتفال بها. ومعاداة الفاشية تحت شعار » التذكر يعني القتال «.ألكسندر بانجاناك